في داخل كل شخص منّا حجارة، يحدث أن تنفجر هذه الحجارة بسبب التراكمات والصدمات وضغوط العمل و تشكّل حمم بركانية داخلنا، فنقول “إلى هنا فقط وانتهت”، و لكن هذه البراكين التي فاضت داخلنا ما هي إلاّ سبب في إخراج جوهرنا.
هذا الحجر الكريم هو الجوهر الذي صنع منه الألماس، ولكنّه لم يتشكل من تلقاء نفسه، لقد عانى الفحم من الضغط ليصبح ألماساً لامعاً متألقاً في وضح النهار، للألماس رهجة لم يحتّل مكانها شيئ، إنّها ثمينة، تحمّلت من الضغط ما يكفي لتحرق الظلام داخلها وتسطع لمعتها وسط النجوم، عجباً كيف لشيئ يكسوه السواد والضغط أن يخرج في الحلقة الأخيرة متوهّجاً لامعاً يمحي آثار عتمة الليّل وينير كالشمس في عزّ النهار.
لنطمح دائماً أن نتمثّل بالألماس، فالضغط لا يولّد إلا النور، ويكون الحافز الأول لنبرهن بأننّا جوهراً ثميناً لا يمكن لشيئ أن يسلب منّا لمعتنا الخاصّة رغم البراكين التي تعيش داخلنا.
فالعمل مفتاح النجاح، له قدسيته الخاصّة، هو العلاج الروحي للنفس، سبب من أسباب القضاء على الفساد والإنحلال ووسيلة لتعمير الكون وأن تطلب من اللّه الرزق الحلال و تسعى و تكسب لقمة عيشك لضمان حياة كريمة خيرٌ من التقاعس والتكاسل و الإتكاّل على الغير.
في العمل فوائد تتحقق على الصعيدين الفردي والمجتمعي, منها:
- تنمية القدرات و مهارات التواصل و توظيفها بشكل أفضل
- تحقيق السعادة الداخلية الروحية
- إضافة بصمتك الخاصّة في عملك
- المساهمة في تنمية مجتمعك و تحسينه
أيضا: إليك أهم 5 مهارات مهمة قبل التقديم على أي وظيفة
أسباب ضغوط العمل
الضغط موجود دائماً سواءً في حياتنا الشخصية أو المهنيّة حتّى عند رجال الأعمال، ولكن يجب أن نعرف أهم مسببّات تكوين الضغط التي تأتي من عدّة عوامل داخلية و خارجية:
- خارجية: تحديات و مواقف و مصاعب و ظروف تتحّكم بك و تحّد من عملك.
- داخلية: صراعات تواجه الإنسان داخله قلبياً و جسدياً و فكرياً.
بالإضافة الى:
- عدم تحديد الاولويات
- عدم تنظيم الوقت
- الإجتماعات المفاجئة
- الغياب المتكرر عن العمل
- عدم الإلتزام بمواعيد التسليم
- الإنشغال بالمشاكل و الثرثرات في العمل
لا تتكلّف بالضغط والإرهاق إلاّ و أنت على يقين أنّك ستتخطّى هذه الضغوطات، فما هي إلاّ تحدّيات و خطوات تفصلك عن مبتغاك وحلمك، هذه الصعوبات تأتي لتجعل تركيزك أعلى و ترفع إنتاجيتك و تذكرك بأهدافك التي لطالما سهرت الليالي و درست و قاومت لتصل إليها فلا تسمح لها بأن تدخلك في متاهات الضيّاع و فوات الوقت، فمن الممكن أن يكون تحميلك مسؤوليات جديدة من أصحاب العمل هي سبب في ترقيتك و تقدمك درجات عالية.
كل سبب وله نتيجة و كل ضغط وله أثر في كل مجالات الحياة ولابّد من تأثيره بنا، فالآثار التي تأتي بعد المسببّات نوعان:
آثار سلبية
- القلق والتوتر المستمر في مسار العمل
- قلّة الإنتاجيّة بسبب عدم تنظيم الوقت
- الإكتئاب والإحباط
- التأثير على حياته الإجتماعيّة لأنهّا تعطيه شعور أنّه غير مؤهل لهذه الوظيفة
- الأرق الذّي يولّده الضغط يذهب بنا إلى انعدام ثقتنا بمهاراتنا وخبرتنا
ولكن مهلا..هل تساءلت يوماً ما إذا كان هذا الضغط ينعكس إيجاباً على حياتك المهنيّة؟
آثار إيجابية
- زيادة الإنتاجيّة بشكل أعلى للتسابق مع الوقت.
- مضاعفة الجهد بسبب كبر المسؤولية.
- التحفيز على الإبتكار والإبداع لإخراج أفضل ما لدينا
- تسديد الهدف المَرجو.
من قال أنّه لا يمكنك السيطرة على الضغوطات والتحكّم بها و تحويلها من سلبية إلى إيجابية. بالطّبع يمكنك ذلك، وبطرق ذكية باستطاعتك امتلاك مهارة إدارة الضغط وذلك بقراءة وتطبيق أبرز الخطوات التّي يمكن أن تتبّعها في مسيرتك المهنيّة والتحرّر من التفكير الزائد.
كيف تتعامل مع ضغوطات العمل؟
إدارة الوقت
واحدة من أهّم المهارات التّي يتبّعها رجال الأعمال كونهم القدوة الأولى للموظفين في عالم النجاح و التألق. إدارة وقتك من القواعد المهمّة لتحديد وجهتك وهدفك لتنظبم ومعرفة أولوياتك، ذلك يجبرك على أن تركز على هدف واحد وواضح تنهيه في وقت محدّد و يعتمد على مدى أهميّة الهدف وموعد تسليمه، فبالدرجة الأولى حدّد أولوياتك وبعدها قسّم وقتك ما بين العمل والإستراحات المنقطعة. اتبّع قاعدة الدقيقتين أي انجز أي شيئ لا يأخذ من وقتك أكثر من دقيقتين كقراءة الرسائل الإلكترونية والرّد على المسجّات.
هدوئك هو وجهتك
حافظ على هدوئك مهما كثرت متاعبك و ضغوطاتك من خلال النصائح التالية:
- اجلس في مكان عمل هادئ
- خذ نفساً عميقاً قبل أن تتفوّه بأيّ كلمة
- عدّ من واحد إلى عشرة قبل أن تقوم بأيّ ردة فعل
- تعلّم فن الإسترخاء و عدم الغضب بسرعة
إبدأ يومك بإيجابية
هذه خطوة مفيدة جداً لأنها تعطيك شعور بالرّضى والتفاؤل والإيجابية وحسن التعامل مع الآخرين، فعند الصباح يكون الذهن في حالة خالية من الأفكار والتشعبّات التي تؤثر سلباً على التفكير السليم، فاتبّاع أو استخدام قانون الجذب بشكل طريف يجذب لك التفاؤل والحب والإيجابية والحمد إذا فكرت بهذه الطاقة المليئة بحب العمل.
التركيز على الأساسيات
- حدّد أولوياتك الأساسية المهمّة واهتّم بواجبتك ودقّق في مواعيد التسليم
- ابتعد عن كل أنواع الملهيلت التي تتسبّب في تأخيرك عن إنجاز الأعمال بوقتها المحدّد
- اكتب مهامك اليوميّة على أوراق صغيرة ملوّنة تذكرك بعملك
- اعمل في بيئة هادئة بعيدة عن المشتتّات التي قد تفقدك تركيزك
طلب المساعدة
.لا تخجل من طلب المساعدة من زملائك في العمل عند الحاجة لأن ذلك يعطي انطباع لأرصحاب العمل أنك مسالم و لديك حب العمل الجماعي و تواصلك ممتاز مع محيطك.
أخذ استراحات متقاطعة
أثناء العمل تحت الضغط والتوتر والإستعجال يتوقف عقلنا عن الإستيعاب. خذ بعض الدقائق كل فترة من العمل المكثّف و تناول بها شيئاً أو افتح النافذة واستنشق هواءً نظيفاً أو تمشّى خارج مكتبك، هذه الأشياء البسيطة تعيد شحن طاقتك لإكمال مهمتك بإنتاجيّة عالية.
ممارسة الرياضة
إنّ أفضل ما يمكن أن تقدمّه لنفسك خلال هذه الفترة من الإرهاق والتعب هي رفع معنوياتك و تحسين نفسيتك من خلال ممارسة التمارين الرياضية من وقت لآخر، فالدراسات أثبتت أنّ الرياضة هي علاج فعّال لإخراج الطاقة السلبية من الجسم ورفع مستوى السيرتونين المسؤول عن السعادة، ذلك يعيد لك الإستقرار و يجعلك إنسان هادئ وأكثر تركيزاً.
الإبتعاد عن الكافيين
تعّد القهوة من أساسيات تصفية العقل والدافع للبدء بالعمل وإبقاءك يقظاً لساعات طويلة، إلاّ أنّها من الأسباب الرئيسية في الشعور بالقلق والتوتر و الرجفة لأنها ترفع من مستوى هرمون الدوبامين في الدماغ إلى مستويات عالية وبالتالي يفقد الشخص تركيزه وتتشتّت أفكاره، فالجسم بحاجة إلى النوم الكافي لكي تزيد قدرتك في الإبداع والتميّز.
الإلتزام بالمواعيد المؤقتة
على الرغم من أنّ الضغط يوّلد شعور بالإحباط إلاّ أنّ وجود هذا النوع من التوتر والقلق يعطينا الحافز في أن نسرع في عملية إنهاء المهام وبالتالي شعور التحدي في أن نكمل واجباتنا العملية على أكمل وجه و التفكير بإيجابية بدلاً من التأفف و ضياع الفرصة أو الوقت من أيدينا.
إنّ ضغوطات العمل التي تواجهنا في حياتنا اليومية ما هي إلاّ تحديّات و ترتّب مسؤوليات جديدة للتقّدم في العمل وإثبات للعالم بأنّنا رغم التعب والإرهاق و المصاعب والظروف قادرين أن نعطي و نبتكر و نبدع في شتّى مجالات الحياة مهما تكن صعوبة الضغوطات والمشاكل التي تحيط بنا.